٩/٢٠/٢٠١٠

الشيء و أشياء أخرى

أهدي هذا المقال إليك عزيزي القارئ, وإلى أصدقائي الأعزّاء الّذين أعتزّ بهم وبصداقتهم ولو أنّي لم أتشرّف بمقابلة بعضهم بعد.. وإلى ابتساماتكم جميعاً..


يبدو أنّني قد أطلت الغياب وقصّرت في القيام بهوايتي كجنرال لجيش الحروف الّتي أغزو بها عقول القرّاء عندما أضع خطّة المعركة وأرتّب الجنود لتشكّل كتائب الكلمات وفرق العبارات الّتي سأحتل بها جزءاً من ذاكرتكم _قصيرة المدى_ بعد عبورها لنظركم أرتالاً أعزّائي. وبسبب غيابي الطويل سأعتمد في هذا المقال على طريقة الكتابة الحرة, حيث سأكتب ما يجول في خاطري في كلّ عبارة دون النظر إلى العبارة الّتي سبقتها, ودون تصحيح أو تنقيح, وسأفعل ذلك لأنفض غبار الكسل عن الآلات و الخلايا التعبيرية وأنهي إجازة عمّال مصنع الخيال لنبدأ التصدير ربّما ننافس يوماً ما البضائع الصينية.
قد يظهر المقال غير مفهوم وغير مترابط, ولكن من قال أنّ عقل الإنسان مفهوم ومترابط؟!
أحبّ استخدام قلمٍ و ورقة في الكتابة, فمع تشرّب الحبر الأسود في نسيج الورقة البيضاء يُولد ذلك التناقض الّذي يخلق حياةً, حيث يسقي الحبر تربة الورق بعد نثر الخيال عليها, فتنمو مدناً وعوالم و نحصد أفكاراً. ولكن _للأسف_ الوسيلة المتاحة هنا هي لوحة مفاتيح وشاشة حاسوب, و لهذه الوسيلة فوائدها, فخطّي كما يعلم المقرّبون منّي لا يُقرأ ويحتاج إلى عالم آثار وخبير نفسي وخبير فكّ شفرات وأنا شخصيّاً على أمل التوصّل إلى نتيجة في فكّ الطلاسم, لذلك الكتابة بلوحة المفاتيح على المدوّنة حلّ لا بأس به لتوصيل بعض أفكاري إليكم أعزّائي عسى أن أُفيد منكم وتفيدونني. والكتابة في مدوّنة تطوّر عظيم جدّاً, سمح لمن يريد التعبير عن أفكاره _ومنهم أنا_ أن يوصلها بسهولة, حيث ليس لديّ حمام زاجل كافٍ أرسله إلى الجميع.
أكثر موضوع نكتب عنه ونغنّي له ونتحدّث عنه نحن الشرقيون هو الحُبّ, لطالما تساءلت عن سبب هذ الأمر, ووضعت تصوّرات و أفكار, و خرجت بنتيجة تقوم أنّنا نقوم بكلّ ذلك التهليل للحبّ لأنّنا نمنع أنفسنا منه, أيّ أنّنا نعتبره شيئاً خطيراً وملعوناً و تابو يجب علينا محاربته كمجتمع, وذلك لأنّنا نقرنه بالخطيئة بطريقةٍ أو بأخرى, ولذلك استعضنا عن الحبّ نفسه بالتهليل له و حوله, كمن يمسك بتفّاحة, فيتحدّث عنها وعن جمالها ولونها ورائحتها ووزنها, حتّى تفسد في يده دون أن يقطم منها قطمة. وكي أكون صريحاً, أنا نفسي متأثّر بهذا اللاوعي الجمعي, فأنا سأتضايق وقد أثور لو علمت أنّ أختي لو كان لديّ واحدة أو ابنتي قد أحبّت أحدهم, ولو كان ذلك الحبّ بريئاً _وكلّ الحبّ الحقيقي بريء على فكرة_, لأنّ طريقة التفكير الّذي أجبرنا عليها المجتمع في الحبّ ذات اتّجاهٍ واحد وخاطئ. لذلك أعتقد أنّنا جميعاً كمجتمع نحتاج لعلاج نفسي لإيجاد حلّ لهذه المشكلة.
في الموضوع السياسي كالعادة لي بعض التعليقات القليلة , فكما نرى هناك نذر فتن طائفية غبية في لبنان ومصر, موت في العراق واليمن, نقص في الحبوب والقمح على سبيل الجوع في الوطن ككلّ و.. مفاوضات! لا أدري لمَ هذه الكلمة تأتي بصيغة الجمع, ربّما لأنّهم يريدون أن تصل هذه المفاوضات لعدد يبلغ عدد سكّان الوطن العربي فيكون لكلّ مواطن مفاوضة, وجمال الكلمة وجود حرف الضاد فيها, أي كلمة عربية قحّ يعتزّ بها البعض. وهذا غيضٌ من فيض يا أصدقائي.
أعتذر عن رداءة هذا المقال, فقد كتبته على عجل ودون تنقيح, وكما قلت هو لنفض الغبار عن الآلات, وبعون الله غداً سيكون هناك مقال آخر أرجو أن يكون جيّداً عن... جرندايزر!